تحولت صحاري السعودية التي عادة ما تشمسها الشمس، إلى مشهد شتوي غير متوقع في الأيام الأخيرة، حيث غطت الثلوج أجزاء من منطقة الجوف في صحراء النفود شمالي البلاد.
ويمثل هذا الحدث النادر أول تساقط للثلوج يتم تسجيله على الإطلاق في المنطقة، وهي منطقة معروفة تقليديا بالحرارة الحارقة والكثبان الرملية الذهبية.
وتظهر اللقطات تساقط رقاقات الثلج عبر الصحراء واستقرارها على الرمال. وفي أحد المقاطع، تظهر قافلة من الجمال تسير عبر طبقة رقيقة من الجليد تكونت على الأرض.
وسارع السكان المحليون والسائحون إلى النزول من سياراتهم، والتقاط الصور ومقاطع الفيديو للطقس غير المسبوق.
لماذا يتساقط الثلج في السعودية؟
يمكن أن ترتفع درجات الحرارة في صحراء النفود إلى 55 درجة مئوية (131 درجة فهرنهايت) خلال أشهر الصيف، مما يجعل هذا التغيير الجذري في الظروف شذوذًا جويًا نادرًا.
يبلغ متوسط درجات الحرارة النموذجية للمنطقة في أوائل نوفمبر 17 درجة مئوية، مع أعلى مستوى 23 درجة مئوية وأدنى 11 درجة مئوية.
بفضل مناخها الصحراوي القاحل، تتلقى المنطقة ما معدله 0.48 بوصة فقط من الأمطار خلال الشهر.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية يوم الاثنين أن تساقط الثلوج يأتي بعد سلسلة من الظواهر الجوية القاسية التي بدأت يوم الأربعاء الماضي واجتاحت منطقة الجوف، بما في ذلك الأمطار الغزيرة والعواصف الثلجية التي جلبت طبقة غير متوقعة من الجليد والثلوج إلى الجبال الجافة.
كيف يفسر خبراء الأرصاد الجوية تساقط الثلوج؟
وربط خبراء الأرصاد الجوية الطقس غير المعتاد بنظام الضغط المنخفض الذي انتقل من بحر العرب إلى عمان، جالبا الهواء المحمل بالرطوبة إلى المنطقة الجافة عادة.
وتسببت في حدوث عواصف رعدية وبرد وأمطار في أجزاء من المملكة العربية السعودية والدول المجاورة الإمارات العربية المتحدة، مما أحدث اضطرابات واسعة النطاق وغيّر المشهد.
وأوضح المركز الوطني للأرصاد الجوية بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن حركة نظام الضغط المنخفض أحدثت تحولاً حاداً في أنماط الطقس، مما أدى إلى الظروف الشبيهة بالشتاء النادرة في المنطقة.
أصدرت إدارة الأرصاد الجوية السعودية، تحذيرات تحذر من استمرار الطقس السيئ خلال الأيام المقبلة. وتتنبأ التوقعات بمزيد من العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة والرياح القوية. ودعا المسؤولون السكان إلى توخي الحذر والاستعداد لأي اضطرابات في الأنشطة اليومية.
في حين أن تساقط الثلوج في المملكة العربية السعودية نادر للغاية، إلا أنه لم يسبق له مثيل في المناطق الصحراوية على مستوى العالم.
يشير علماء المناخ إلى أن مثل هذه الأحداث الجوية غير النمطية قد تزداد في تواترها بسبب تغير الظروف الجوية المرتبطة بتغير المناخ العالمي.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، شهدت جنوب أفريقيا، حيث يحل فصل الربيع حاليًا، ثلوجًا في نوفمبر للمرة الأولى منذ 85 عامًا، وتساقط ثلوج جديدة بطول ستة أقدام في سبتمبر.