17 أيلول/سبتمبر 2025، الجمهورية العربية السورية – ولدت لينا* في الشهر السادس من الحمل، في منطقة تكون فيها إمكانية الحصول على رعاية حديثي الولادة محدودة، وتزن 900 جرام فقط، وكان بقاء لينا على قيد الحياة غير مؤكد على الإطلاق. ولكن بفضل التوجيهات الطبية والرعاية المنزلية التي قدمها متطوعين تم تدريبهم من خلال برنامج تدعمه منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السورية – والالتزام الدؤوب من والديها – بدأت لينا في الازدهار.
إن كون لينا الآن بصحة جيدة تبلغ من العمر عامين يشهد على قوة أسرتها وتأثير الرعاية المنزلية في إنقاذ حياتها. وبدعم من العاملين المتطوعين في مجال صحة المجتمع، الذين قدموا المشورة والمتابعة الدقيقة، اتبع والداها أفضل الممارسات: الرضاعة الطبيعية المتكررة، وتدفئة الجلد، وتجنب المكملات الغذائية والحليب الصناعي. لقد كان جهدًا جماعيًا، متجذرًا في الرعاية المجتمعية.
عائلة لينا هي واحدة من العديد من العائلات التي استفادت من برنامج رعاية الأطفال حديثي الولادة والأمهات في المنزل. وترتبط هذه المبادرة ببرنامج القرية الصحية، وتضم عاملين صحيين متطوعين يقدمون الرعاية الأساسية للنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة.
وكجزء من البرنامج، يقوم العاملون في مجال الصحة المجتمعية بإجراء زيارات منزلية خلال فترة ما قبل الولادة والأسابيع الأولى بعد الولادة. إنهم يدعمون الأسر في تبني أفضل الممارسات لرعاية الأمهات والأطفال حديثي الولادة في المنزل، مع تشجيع طلب الرعاية من المتخصصين في مجال الصحة عند الحاجة.
تم إطلاق البرنامج في عام 2017، ويصل إلى حوالي 20 ألف أسرة سنويًا في المناطق الريفية المحرومة، بالتنسيق مع وزارة الصحة. ويعود نجاح البرنامج إلى حد كبير إلى تفاني المتطوعين الذين يتلقون 5 أيام من التدريب على الرعاية الصحية الأساسية.
وفي عام 2024، تم إجراء 19180 زيارة منزلية، حيث تمت إحالة 58 مولودًا جديدًا و69 أمًا إلى الرعاية المتخصصة. وينفذ البرنامج حاليا في 11 محافظة، حيث يبلغ إجمالي عدد المتطوعين 885 متطوعا يغطون 216 قرية صحية.
وعلى الرغم من النجاحات، فإن البرنامج يغطي فقط 5% من احتياجات رعاية ما قبل الولادة والولادة وحديثي الولادة في سوريا. ولا يزال التمويل يشكل عقبة كبيرة أمام استدامة البرنامج وتوسيعه. الموارد محدودة ولا يزال الوصول إلى بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها في جميع أنحاء البلاد يشكل تحديًا.
المستقبل
والهدف هو البناء على نجاحات البرنامج وتوسيع نطاقه. ومع التركيز المتجدد على الجودة والتدريب، يهدف البرنامج إلى إشراك المتطوعين من ذوي التعليم العالي ــ معظم المتطوعين حاليا من المدارس الإعدادية والثانوية ــ وتعزيز فرص بناء القدرات، بما في ذلك التحول إلى جمع البيانات المحوسبة.
ومع تقدم برنامج رعاية الأطفال حديثي الولادة والأمهات في المنزل، فمن المتوقع أن يحدث تأثيرًا أكبر. وسوف تستمر في تمكين المجتمعات وإنقاذ الأرواح بينما تعمل سوريا على إعادة بناء نظامها الصحي وتأمين مستقبل صحي لجميع أمهاتها وأطفالها.
* تم تغيير الاسم.










