ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن التقلبات السوقية، التي تفاقمت نتيجة السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، باتت تثير قلق المستثمرين وتفتح في الوقت ذاته أبوابا لفرص استثمارية جديدة.
ومع ارتفاع “مؤشر التقلب” (Vix) مؤخرا، أصبح السؤال الأساسي: كيف يمكن للمستثمرين الاستفادة من هذه التحولات من دون المخاطرة الزائدة؟
تأثير مباشر على الأسواق
وأشارت الصحيفة إلى أن سياسات ترامب الأخيرة المتعلقة بفرض تعريفات جمركية على الصين وكندا والمكسيك أحدثت اضطرابات كبيرة في الأسواق العالمية.
هذا التحرك أثار قلق المستثمرين، حيث يُنظر إلى ارتفاع التقلبات السوقية كإشارة إلى زيادة المخاطر، لكنه في الوقت ذاته يُعتبر فرصة للمستثمرين الذين يجيدون إدارة المخاطر.
إستراتيجيات المستثمرين في مواجهة التقلبات
وفقا لتقرير الصحيفة، فإن هناك توجهات مختلفة بين المستثمرين للتعامل مع التقلبات:
- التحوط عبر النقد والذهب:
يوصي بعض الخبراء، مثل ألطاف قسام من “إدارة الاستثمارات العالمية في شركة ستريت ستايت”، باعتماد استثمارات تقليدية مثل الذهب كملاذ آمن.
كما أن الاحتفاظ بالنقد يمكن أن يكون مفيدا لاقتناص الفرص عند تراجع الأسواق، خصوصا مع الفوائد المرتفعة على المدى القصير والتي تزيد عن 4% في الدولار الأميركي والجنيه الإسترليني. - استخدام الخيارات المشتقة (المشتقات المالية):
يرى خبراء مثل ماكس جريناكوف من “يو بي إس” أن شراء “خيارات الشراء” (Call Options) على مؤشر التقلب (Vix) أصبح أكثر شيوعا من شراء “خيارات البيع” (Put Options) على مؤشر “ستاندرد آند بورز 500”. وهذا النهج يتيح للمستثمرين التحوط من المخاطر والاستفادة من تقلبات السوق. - الاستثمارات المبتكرة:
أشارت الصحيفة إلى تصاعد شعبية صناديق الاستثمار ذات العائد المحدد، حيث نمت أصولها المدارة بنسبة 53% في العام الماضي لتصل إلى 60 مليار دولار.
وتوفر هذه الصناديق حماية جزئية من انهيار الأسعار مع سقف محدد للعوائد.
التقلبات كمؤشر للفرص الاستثمارية
وتضيف فايننشال تايمز أن التقلبات ليست دائما سلبية، بل قد تفتح المجال أمام المستثمرين للاستفادة منها كمؤشر لفرص انتقائية. مثال على ذلك هو مؤشر “دي إس بي إكس” الجديد، الذي يقيس تباين العوائد بين مكونات مؤشر “ستاندرد آند بورز 500”.
وارتفاع التباين يشير إلى فرص أكبر لاختيار الأسهم بشكل انتقائي، وهذا يوفر وسيلة للاستفادة من تقلبات السوق المتزايدة.
![epa03601165 Filipino traders work at their stations as an electronic board with stocks figures is seen above at the Philippine Stock Exchange (PSE) Center in Pasig City, east of Manila, Philippines 26 February 2013. The PSE index closed at 6,630.67 on 26 February, dropping 90.66 points or 1.35 percent from its close of 6,721.33 the day before. Local business news reports stated analysts cited that there were investor concerns related to developments in the Italy electioins that had an effect on US markets and emerging markets. EPA/ROLEX DELA PENA](https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2013/02/acce02e4-39d5-4fb7-af6a-bb3754b72ebb.jpeg?w=686&resize=686%2C515)
تحديات الاستثمار في التقلبات
ورغم الفرص التي تقدمها التقلبات، حذرت الصحيفة من المخاطر المرتبطة بهذه الإستراتيجيات. واستخدام الخيارات المشتقة، مثل الخيارات اليومية التي تنتهي صلاحيتها بسرعة، قد يتطلب مراقبة دقيقة واتخاذ قرارات سريعة.
كما أن الاستثمار في صناديق مؤشر التقلب أصبح أقل شيوعا بسبب ارتفاع التكاليف الأساسية وتراجع العوائد بمرور الوقت.
التحوط أم المخاطرة؟
وأشارت فايننشال تايمز إلى أن هناك مفارقة في التعامل مع التقلبات: البعض يرى فيها تهديدا يستدعي التحوط عبر أصول آمنة مثل الذهب، بينما يعتبرها آخرون فرصة لتحقيق مكاسب من خلال أدوات مالية مبتكرة.
ومع استمرار السياسات المتقلبة في عهد ترامب، يبقى التحدي الأساسي هو تحقيق التوازن بين تقليل المخاطر واقتناص الفرص.