أشادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، الأربعاء، بـ”الرئيس السياسي” لحركة حماس إسماعيل هنية باعتباره شخصية رئيسية دفعت إسرائيل إلى “حافة الانقراض”، احتفالاً بالنية الإبادة الجماعية الصريحة لقيادة حماس بعد ساعات من غارة جوية أدت إلى القضاء على هنية في الساعات الأولى من صباح اليوم.
كان هنية في طهران يوم الثلاثاء لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وشوهد وهو يعانق الرئيس الجديد ثم يعقد اجتماعاً شخصياً مع “المرشد الأعلى” آية الله علي خامنئي. حماس هي منظمة إرهابية جهادية سنية مقرها في غزة وتعتمد بشكل كبير على التمويل الإيراني من أجل بقائها. يدعم القادة الإيرانيون بحماس هدف حماس المتمثل في تدمير دولة إسرائيل والقضاء على اليهود في الشرق الأوسط. أصدرت وزارة الخارجية مؤخراً بياناً قالت فيه إن حماس “تدعم الإرهاب”. مُقدَّر أن إيران تستثمر 100 مليون دولار سنوياً في حماس والمنظمات الإرهابية الفلسطينية الأخرى.
أكد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، الذي صنفته الولايات المتحدة منظمة إرهابية، يوم الأربعاء أن منزل هنية أصيب بـ “قذيفة”، مما أدى إلى مقتل زعيم حماس. ولم يذكر البيان أي إصابات أخرى. وفي وقت لاحق، ألقى القادة الإيرانيون باللوم على “الصهاينة” في الهجوم، رغم أنه حتى وقت كتابة هذا التقرير لم تعلن أي دولة أو كيان مسؤوليتها عن الضربة.
توفي هنية بثروة تقدر بنحو أربعة مليارات دولار. وباعتباره ناشطاً “سياسياً”، عاش هنية حياة مترفة في الدوحة بقطر، حيث قضى أغلب وقته في عقد اجتماعات مع ممثلي الدول الصديقة لحماس.
ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية على الأمر حتى ساعة إعداد هذا التقرير، فيما نفت حكومة الرئيس الأميركي اليساري جو بايدن تورطها أو امتلاكها أي معلومات بشأن الأمر.
وفي نعيها، أشادت قناة “برس تي في” الإيرانية الرسمية بهنية باعتباره شهيدًا “دفع الكيان الصهيوني (إسرائيل) إلى حافة الانقراض”، مشيرة بشكل إيجابي إلى أنه “لعب دورًا نشطًا في كل من الانتفاضة الأولى والثانية وقضى فترات سجن متعددة”. كما أشادت به لإشراك عائلته في الجهاد، مشيرة إلى أنه فقد “ما لا يقل عن 14 فردًا من عائلته المباشرة” في عمليات إرهابية ضد إسرائيل.
واحتفل هنية بمقتل أقاربه. ففي إبريل/نيسان، وبعد مقتل ثلاثة من أبنائه في عملية لمكافحة الإرهاب، قال هنية إنه يشكر الله “لأنه منحنا شرف استشهادهم”.
وأضاف هنية “إن دماءهم الطاهرة من أجل تحرير القدس والأقصى، وسنواصل مسيرتنا على دربنا، ولن نتردد ولن نتراجع، وبدمائهم نصنع الأمل والمستقبل والحرية لشعبنا وقضيتنا”.
وأعلنت قناة “برس تي في” أن “حياته وإرثه … سيستمران في العمل كمنارة إلهام لقوى المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة، والذي هو بالفعل على وشك الانقراض”.
وتعهد الدكتاتور الإيراني خامنئي، الذي التقى هنية شخصيا قبل ساعات من وفاته، بالانتقام في بيان صدر يوم الأربعاء، متهما إسرائيل مرة أخرى، بمساعدة الولايات المتحدة، بالقضاء على زعيم حركة حماس الإرهابي.
وأضاف خامنئي “إن الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي استشهد ضيفنا العزيز في وطننا وتركنا في حالة من الحزن والأسى، لكنه مهد الطريق أيضا لعقاب شديد لنفسه. لم يكن يخاف من الاستشهاد في سبيل الله وإنقاذ عباد الله، لكننا نعتبر من واجبنا الانتقام لدمائه في هذه الحادثة المريرة والمرعبة التي وقعت على أراضي الجمهورية الإسلامية”.
وبالمثل، ألقت حماس نفسها باللوم على “الاغتيال الصهيوني الجبان” في وفاة هنية، مشيرة إلى الهجوم باعتباره عملاً “نازيًا” بينما احتفلت بدور هنية في حرب الإرهاب المستمرة التي بدأت عندما غزت حماس إسرائيل، وقتلت المئات، وارتكبت فظائع واسعة النطاق في 7 أكتوبر 2023.
شاهد – الشر: شاهد عواقب هجوم حماس على روضة أطفال إسرائيلية
جويل ب. بولاك / بريتبارت نيوز
وأعلنت حماس أن “حياته توجت بالشهادة في أنبل معركة وهي معركة طوفان الأقصى التي خاضها شعبنا وأحرار أمتنا دفاعاً عن الأقصى والمقدسات”. وتطلق الجماعة الإرهابية على مذبحة السابع من أكتوبر/تشرين الأول اسم “طوفان الأقصى”.
وحذرت حماس من أن “جريمة الاغتيال الإجرامية للقائد هنية في قلب العاصمة الإيرانية، حدث كبير وخطير ينقل المعركة إلى أبعاد جديدة، وستكون له تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها”، مضيفة أن “العدو أخطأ في حساباته بتوسيع دائرة العدوان واغتيال قادة المقاومة في مختلف الساحات وانتهاك سيادة الدول الإقليمية”.
أعلنت إسرائيل الحرب على حماس، الكيان الحاكم في غزة، في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث غزا إرهابيو حماس الأراضي الإسرائيلية وارتكبوا مجازر من منزل إلى منزل بحق عائلات بأكملها في مجتمعات سكنية. وقال شهود عيان لمسؤولي إنفاذ القانون إن إرهابيي حماس عذبوا ضحاياهم الأبرياء، وانخرطوا في أعمال اغتصاب جماعي واسعة النطاق، ودنسوا جثث القتلى، وفي بعض الأحيان صوروا أفعالهم وحملوها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بضحاياهم. كما تم توثيق حوادث متعددة لقتل الأطفال الرضع وغيرها من جرائم قتل الأطفال. وقُتل ما يقدر بنحو 1200 شخص في ذلك اليوم، وهي أكبر مذبحة لليهود منذ الهولوكوست.
وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن القضاء على زعيم المنظمة الإرهابية المسؤولة عن هذه الفظائع كان “جزءًا من خطة الإبادة الجماعية الفلسطينية، وخاصة في الأشهر العشرة الماضية، ويهدف إلى زيادة انعدام الأمن في منطقة غرب آسيا”.
تابع فرانسيس مارتيل على فيسبوك و تويتر.