ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ في الصين. — ملف رويترز

نُشرت: الخميس 12 سبتمبر 2024، 4:21 مساءً

سجلت واردات الصين من النفط الخام انتعاشا في أغسطس/آب، حيث ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في عام، لكن الزيادة ترجع إلى حد كبير إلى انخفاض الأسعار في وقت سابق وليس إلى أي انتعاش في الاستهلاك.

وبحسب بيانات الجمارك الصادرة في العاشر من سبتمبر/أيلول، فقد وصل إلى أكبر مستورد للنفط الخام في العالم 49.1 مليون طن متري في أغسطس/آب، بما يعادل 11.56 مليون برميل يوميا. وكان هذا أعلى إجمالي شهري منذ أغسطس/آب من العام الماضي، كما يمثل مكسبا قويا مقارنة بـ9.97 مليون برميل يوميا في يوليو/تموز، وهو أضعف إجمالي شهري منذ ما يقرب من عامين.


ورغم أن واردات أغسطس تبدو قوية، فمن الجدير بالذكر أنها لا تزال أقل بنسبة 7% مقارنة بنفس الشهر في عام 2023، كما أن واردات الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام أقل بنسبة 3.1% عن نفس الفترة من العام الماضي.

والسؤال المطروح للسوق هو ما إذا كان انتعاش الواردات في أغسطس/آب يمثل بداية للتعافي في الطلب الصيني على النفط الخام، أم أنه على الأرجح انعكاس لانخفاض أسعار النفط التي سادت عندما تم ترتيب شحنات أغسطس/آب.



النمط الشرائي للمصافي الصينية هو أنها تميل إلى زيادة الواردات عندما تعتقد أن الأسعار عند مستوى تنافسي، وعلى العكس من ذلك فإنها تتراجع عندما تعتقد أن الأسعار ارتفعت إلى مستويات عالية للغاية، أو بسرعة كبيرة للغاية.

ومن المرجح أن يتم ترتيب الشحنات التي وصلت في أغسطس/آب خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، وهي الفترة التي كانت فيها أسعار النفط الخام العالمية تتجه نحو الانخفاض.

وصلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي إلى أعلى مستوى لها حتى الآن هذا العام عند 92.18 دولار للبرميل في 12 أبريل، قبل أن تبدأ اتجاها نزوليا إلى مستوى منخفض بلغ 75.05 دولار في 5 أغسطس.

ويعني هذا أن مصافي التكرير الصينية ربما تشجعت على شراء المزيد من الخام خلال هذه الفترة، وهو ما يعني أن واردات شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول ربما تكون قوية نسبيا مقارنة بالأشهر السابقة من هذا العام.

ومع ذلك، سجل خام برنت ارتفاعا صغيرا بعد أدنى مستوى سجله في 5 أغسطس/آب، ليصل إلى أعلى مستوى له عند 82.40 دولار للبرميل في 12 أغسطس/آب، ثم ظل في نطاق ضيق إلى حد ما بين 80 دولارا حتى نهاية الشهر.

ومنذ ذلك الحين، أدت مخاوف الطلب العالمي، وخاصة في الصين، إلى انخفاض سعر برنت بشكل حاد إلى 68.68 دولار للبرميل خلال التعاملات في 10 سبتمبر/أيلول، وهو أدنى مستوى منذ 21 ديسمبر/كانون الأول.

هل هناك زيادة في الواردات؟

ويشير الضعف الحالي في أسعار النفط الخام العالمية إلى أن مصافي التكرير الصينية قد تعمل على تعزيز الواردات، وإذا كانت تشتري شحنات الآن، فإن هذه الزيادة سوف تظهر في الشحنات الواردة في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول وحتى يناير/كانون الثاني.

ومن الصحيح أيضا أن مصافي التكرير في الصين سعيدة ببناء المخزونات عندما تكون الأسعار منخفضة، بل إنها تلجأ إلى استخدام هذه المخزونات عندما ترتفع الأسعار.

لا تكشف الصين عن أحجام النفط الخام المتدفقة إلى أو خارج المخزونات الاستراتيجية والتجارية، ولكن من الممكن إجراء تقدير عن طريق خصم كمية النفط الخام المعالجة من إجمالي النفط الخام المتاح من الواردات والإنتاج المحلي.

وباستخدام هذه المنهجية، أضافت الصين نحو 800 ألف برميل يوميا إلى مخزوناتها في الأشهر السبعة الأولى من العام، ولن يكون مفاجئا أن تتسارع هذه الوتيرة في أغسطس/آب، نظرا للواردات القوية والضعف المستمر المحتمل في معدلات معالجة المصافي. وربما يكون هناك قدر طفيف من السخرية في احتمال أن تشتري الصين المزيد من النفط لأن السعر انخفض، تماما كما تعمل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على تقليص توقعاتها للطلب على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وخفض أحدث تقرير لمنظمة أوبك، والذي صدر في 10 سبتمبر، توقعاتها لنمو الطلب في الصين للشهر الثاني على التوالي، إلى 650 ألف برميل يوميا لعام 2024 من 700 ألف برميل يوميا في الشهر السابق، و760 ألف برميل يوميا في الشهر الذي سبقه.

ولكن حتى التوقعات المعدلة لا تزال متفائلة للغاية، نظرا لأن واردات الصين من النفط الخام خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024 تبلغ 10.98 مليون برميل يوميا، أي أقل بنحو 390 ألف برميل يوميا من 11.37 مليون برميل يوميا في نفس الفترة من عام 2023.

ولكي تتحقق توقعات أوبك، يتعين على واردات الصين من النفط الخام أن ترتفع في الربع الرابع من العام، وفي حين أن الأسعار الضعيفة الحالية قد تؤدي إلى زيادتها، فإن الأمر سيكون بمثابة مفاجأة كبيرة إذا ارتفعت بالكميات اللازمة لتلبية تقديرات أوبك.


شاركها.
Exit mobile version