بعد وقت قصير من استعادة حركة طالبان السيطرة على كابل تقاطر سياح صينيون إلى إقليم باميان الجبلي، موطن تماثيل بوذا الشاهقة، وقد تبعهم العديد من السياح الذين شوهدوا في عام 2022، وفق ما ذكرت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها.

لكن إغراء الصين وسخاء مشاريع البنية التحتية التي تنفذها على طول طريق الحرير القديم يهدد بتصعيد التوتر بين أفغانستان وجارتها باكستان المتوترة أصلا، وفق ما ذكرت الصحيفة، إذ يحاول كلاهما إقناع بكين بأن بلديهما آمنتان ومستقرتان بدرجة كافية ليكونا جزءا من احتضانها للبنية التحتية العالمية، أو البقاء جزءا منها.

وأشارت التايمز إلى أن السياحة تعد وسيلة مفيدة لأفغانستان لإقناع الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن حملة طالبان ضد الجماعات المتمردة وزراعة الأفيون جعلت البلاد آمنة للعمال الصينيين.

عجائب أفغانستان

وتسعى أفغانستان إلى الترويج لعجائبها، إذ قال المتحدث الرسمي باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، للتايمز “الطرق السريعة والطرق الرئيسية سلمية.. تم الاهتمام بالسلام والنظام في المناطق التي يذهب إليها السياح”.

ونقلت عن لورا مايرز (35 عاما)، وهي مدونة بلجيكية موجودة في أفغانستان منذ أسبوعين، قولها إنها تذكر تدمير طالبان تماثيل بوذا العملاقة المنحوتة في مارس/آذار 2001 عندما وصلت إلى السلطة.

وقالت مايرز “شعرت عائلتي وأصدقائي بالقلق، وطلب مني كل شخص أعرفه في بلجيكا ألا أذهب إلى أفغانستان، لكن الأمر نفسه حدث عندما ذهبت إلى باكستان.. كنت في باكستان لفترة طويلة، وأخبرني أصدقائي وبعض المسافرين هناك أن الوضع آمن بالفعل، وأن الوقت مناسب للذهاب”.

وقال مجاهد إن الصين، التي كانت أول دولة تعين سفيرا لها في كابل في عهد طالبان، لديها الوسائل اللازمة لدعم كل من باكستان وأفغانستان.

وتستضيف باكستان ما يقارب من 30 ألف مواطن صيني، ويعمل حوالي 2500 منهم في مشاريع يمولها الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو مخطط استثماري تبلغ قيمته 65 مليار دولار.

وأعربت كابول عن رغبتها في الانضمام هذا المخطط إلى المؤتمر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، لكن قيل لها إنها يجب أن تعمل على تحسين الوضع الأمني.

ترحيب بالسياحة

وقال مجاهد “وصول السياح إلى أفغانستان لا علاقة له بالوضع في باكستان.. في الـ40 عاما الماضية، كانت ثمة اضطرابات هنا، مما أدى إلى عدم تمكن السياح من القدوم إلى هنا، والآن تم استعادة السلام، لذلك بدأ وصول السياح”.

وأضاف “سنرحب بمواطني أي دولة، بما في ذلك الصين، الذين يأتون إلى أفغانستان.. يتم التعامل مع الجميع على قدم المساواة مع إيلاء اهتمام خاص لحماية السياح. يحظى الرعايا الأجانب الموجودون في أفغانستان باهتمام خاص من قبل السلطات الأمنية في أي منطقة يزورونها أثناء وجودهم هنا”.

وقالت مايرز، التي بدأت استكشاف أفغانستان مع شركات السياحة المحلية والدولية “أثارت أفغانستان اهتمامي، لكنني لم أدرك أنه من الممكن السفر إلى هناك كسيدة بمفردها وأنا لا أحب القيام بجولات”.

وأضافت “فقط عندما أدركت أن النساء يمكنهن السفر بمفردهن إلى هناك بشكل مستقل، بدأت أفكر في الذهاب”.

شاركها.
Exit mobile version