كيغالي– تقدم رواندا نموذجا للحفاظ على التنوع البيولوجي ودعم السياحة الخضراء لتحقيق التنمية المستدامة، والعناية بصحة الإنسان ليكون قادرا على الإنتاج والمساهمة في تطوير الاقتصاد.

منطقة كيغالي الخالية من السيارات

تعد “إمبوغا سيتي ووك” -وهي منطقة خالية من السيارات- مثالا واضحا على توجه البلاد للحفاظ على البيئة ضمن رؤية حديثة تمنح الأولوية للبيئة والإنسان قبل كل شيء.

توجد “إمبوغا سيتي ووك” في قلب منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة كيغالي، وهي عبارة عن مساحة ترفيهية خضراء تعتمد بشكل أساسي على المشي أو ركوب الدراجات الهوائية فقط.

إنها “منطقة خالية من السيارات وأي وسيلة نقل أخرى باستثناء الدرجات الهوائية، مخصصة للمشي والاستمتاع بلحظات جميلة بعيدا عن الضوضاء والتلوث”، يقول جون كلود نيايبيزي أحد المشرفين على هذا المشروع للجزيرة نت.

ويرمز المشروع إلى “تقدير رواندا لحياة الناس وأهميتها سواء للروانديين أو السياح الأجانب.. إنها جزء من جهود البلاد للانخراط في توجه عالمي لتكريس نظام بيئي صحي للسكان”، على حد تعبير نيايبيزي.

رواندا.. نموذج أفريقي للاقتصاد الأخضر

وتتجلى الأهمية الاقتصادية لمثل هذه المشاريع -يؤكد نيايبيزي- في كونها “تعزز العناية بصحة الإنسان ليكون قادرا على العمل والإنتاج والابتكار والعطاء والمساهمة بالتالي في تنمية ونهضة البلاد”.

كما تتجلى الأهمية الاقتصادية الأخرى في أن هذه المنطقة “تعج بالمشاريع التجارية الصغيرة التي تعود بالنفع على أصحابها من جهة وعلى الاقتصاد الرواندي من جهة أخرى، وتسهم أيضا في توفير فرصة للزائرين لاستمتاع بحياة صحية خالية من التلوث”.

وتوفر المنطقة فرص عمل لأكثر من 400 شخص، كما تتيح لنزلاء الفنادق القريبة من المنطقة أو حتى تلك البعيدة فرصة للمشي أو الجلوس في فضاء صديق للبيئة.

ويبلغ طول الممشى نحو 400 متر، لكن هناك مساعي حكومية لتوسيعه نظرا لأهميته البيئية والاقتصادية، ويستقبل هذا الممشى نحو 3500 شخص يوميا، بحسب المتحدث ذاته.

منتزه نياندونغو البيئي

حديقة نياندونغو مشروع آخر لدعم السياحة البيئة في كيغالي، ويهدف إلى تعزيز التنوع البيولوجي، واستعادة النظام البيئي في الأراضي الرطبة المتدهورة.

واستغرق تنفيذ هذا المشروع الفريد نحو 6 سنوات، وافتتح عام 2022، بحجم استثمار ناهز 4.6 ملايين دولار، وفق مويزيروا ثوخين أحد مسؤولي المنتزه.

وأدى هذا المشروع المستدام إلى تحسين سبل عيش المجتمعات المحلية من خلال خلق ما يقرب من 4 آلاف فرصة عمل للمجتمعات المحلية، كما وفر فضاء للسياح والطلاب والباحثين بالنظر إلى التنوع البيئي الذي تتمتع به هذه المساحة الخضراء.

ويعتقد القائمون على هذا المشروع -الذي تبلغ مساحته أكثر من 121 هكتارا- أن التنوع البيولوجي لا يسهم في الحفاظ على البيئة فقط، بل يولد إيرادات سواء للمجتمعات المحلية أو لرواندا.

يقول ثوخين للجزيرة نت إن للمشروع 6 أهداف أساسية: بيئية، وترفيهية، وتعليمية، واقتصادية، واجتماعية، وصحية.

ويوضح أن الحفاظ على التنوع البيولوجي مهم جدا لمواجهة التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية، ويشير إلى أن هذه الحديقة بمثابة مكان للتخلص من الضغوطات وإعادة التوازن للزائرين.

وذكر ثوخين أن هذه الحديقة تستقبل نحو 10 آلاف شخص في الشهر، مما يعني تحقيق إيرادات سنوية جيدة ستزيد مع مرور الوقت، لافتا إلى أن هناك مشاريع مشابهة يجري العمل على تنفيذها في كثير من المناطق للحفاظ على التنوع البيئي والطبيعة في البلاد.

مركز نياميرامبو النسائي

لا تكتمل الصورة في العاصمة رواندا دون زيارة مركز نياميرامبو النسائي، وهو عبارة عن منظمة غير حكومية رواندية أنشئت بنهاية عام 2007 من قبل 18 امرأة رواندية تعيش في نياميرامبو بكيغالي.

بحسب مؤسسي المشروع، أنشأت النسوة معا مشروعا يهدف إلى معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي وعدم التمييز.

وتتمثل مهمة مركز نياميرامبو النسائي -وفق المسؤولين هناك- في توفير التعليم والتدريب المهني للنساء اللائي لا يملكن الوسائل لدفع تكاليف هذا التدريب بمفردهن، حتى يتمكنّ من الحصول على فرص عمل أفضل.

ولتحقيق هذه الأهداف يسعى المركز إلى تعزيز القدرة المؤسسية والتنظيمية للمجلس للمبادرات النسائية، والتمكين للمرأة من خلال تنمية القدرات والتوظيف، بالإضافة إلى تعزيز السياحة النسائية والمجتمعية.

سوق كيميرونكو

وغير بعيد عن المركز النسائي يوجد سوق كيميرونكو، في منطقة كيميرونكو، وهو السوق الأكثر ازدحاما في المدينة.

وبحسب المسؤولين، يأتي السكان المحليون من جميع أنحاء المدينة إلى هنا لشراء الفاكهة والخضروات والأقمشة وغير ذلك من الاحتياجات.

ويعد سوق كيميرونكو أحد أكبر الأسواق التجارية الشعبية في العاصمة كيغالي، ويضم محال تجارية لبيع الملابس التقليدية وسلع أخرى متنوعة فضلا عن مشاريع خياطة صغيرة.

شاركها.
Exit mobile version