قالت منصة “ستراتفور”، في تقرير حديث نشرته، إن البرازيل تستعد للانضمام إلى مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، رغم الانخفاض الملحوظ في حجم الاستثمارات الصينية في البلاد مؤخرًا.

يأتي هذا القرار في ظل جهود لتعزيز التعاون بين البلدين، ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن هذا الانضمام رسميًا خلال زيارته المقررة إلى ريو دي جانيرو في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وعلى الرغم من تراجع الاستثمارات الصينية في البرازيل إلى 1.73 مليار دولار في عام 2023، والذي يُعد ثاني أدنى مستوى منذ عام 2009، فإن عدد المشروعات الصينية في البرازيل ظل مرتفعًا.

كما تحتل الصين -وفقا لستراتفور- مكانة ضمن أكبر 10 دول مستثمرة في البرازيل على مستوى العالم.

ويشير التقرير إلى أن المبادلات التجارية بين برازيليا وبكين مستمرة في الازدهار، حيث تعد الصين أكبر مشترٍ للمنتجات الزراعية البرازيلية بما يشمل 73.1% من صادرات فول الصويا و60.4% من مبيعات اللحوم البرازيلية و29% من الذرة المعدلة وراثيًا في عام 2023.

تأثيرات إيجابية على البرازيل

ووفقا للمنصة، فمن المتوقع أن يجلب انضمام البرازيل إلى مبادرة “الحزام والطريق” العديد من الفوائد الاقتصادية، من بينها:

  • وصول سريع إلى تمويل أكبر: فمن خلال الانضمام إلى المبادرة، ستتمكن البرازيل من الوصول إلى تمويل صيني أكبر ومشاريع بنية تحتية ضخمة، مما سيسهم في تنويع الاستثمارات الصينية في اقتصادها.
  • تعزيز الاستثمارات في قطاعات متنوعة: قد يساعد الانضمام في زيادة الاستثمارات الصينية في قطاعات مثل تصنيع المركبات الكهربائية والطاقة المتجددة والنفط والغاز، بالإضافة إلى بناء مشاريع بنية تحتية رئيسية تربط المناطق البرازيلية المنتجة بالأسواق الدولية، خصوصًا المناطق الغربية الوسطى للبرازيل بالساحل الباسيفيكي.
  • تحقيق طموحات الرئيس لولا دا سيلفا: يمكن أن تساهم الاستثمارات الصينية الإضافية في تحقيق هدف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا لتعزيز التكامل الإقليمي من خلال بناء الطرق والسكك الحديدية عبر أميركا الجنوبية، وخاصة الربط بين البرازيل والدول الأنديزية.

واشنطن في الميزان

ورغم الفوائد الاقتصادية، فإن انضمام البرازيل إلى مبادرة “الحزام والطريق” قد يؤثر على علاقاتها مع الولايات المتحدة، الشريك الإستراتيجي الهام للبرازيل، على حد قول ستراتفور.

ويمثل هذا القرار تحديًا دبلوماسيًا للرئيس لولا، حيث قد يتسبب في توتر العلاقات مع واشنطن، خاصة وأن الولايات المتحدة تُعد الشريك الرئيسي للبرازيل في قطاع الدفاع، وقد دعمت المؤسسات الديمقراطية في البلاد خلال الأزمات السياسية الأخيرة.

epa10817177 (L-R) Brazilian President Luiz Inacio Lula da Silva, Chinese President Xi Jinping, Indian Prime Minister Narendra Modi and South African President Cyril Ramaphosa speak as they attend the Friends of BRICS Leaders dialogue during the 15th BRICS Summit, in Johannesburg, South Africa, 24 August 2023. South Africa is hosting the 15th BRICS Summit, (Brazil, Russia, India, China and South Africa), as the group’s economies account for a quarter of global gross domestic product. EPA-EFE/YESHIEL PANCHIA

ولكن، كما يشير التقرير، فإن موقف الولايات المتحدة من هذا الانضمام يعتمد بشكل كبير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني على النحو التالي:

  • إذا فاز دونالد ترامب: من المرجح أن تنضم البرازيل إلى مبادرة “الحزام والطريق” فورًا، نظرًا لتوقع انخفاض التعاون الأميركي البرازيلي في ظل تناقض الآراء السياسية بين لولا وترامب.
  • إذا فازت كامالا هاريس: قد تؤجل البرازيل قرار الانضمام لتجنب الإضرار بالعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة، لكن يُرجح في النهاية أن تنضم البرازيل إلى المبادرة بسبب الفوائد الاقتصادية والإستراتيجية التي توفرها.

مخاوف الولايات المتحدة

يتوقع تقرير ستراتفور أن تعارض الولايات المتحدة هذه الخطوة، حيث قد تحذر الدبلوماسيين والمسؤولين البرازيليين من المخاطر المحتملة المتعلقة بالملكية الفكرية، واستدامة الديون، والاعتماد المفرط على الصين.

ولكن التقرير يشير إلى أن واشنطن من غير المرجح أن تفرض إجراءات عقابية على البرازيل، لأن ذلك قد يضر بالعلاقات الثنائية مع أحد الشركاء الرئيسيين في المنطقة، ويفقدها نفوذها على الاستثمارات والشراكات في القطاعات الحساسة في البرازيل، مثل الاتصالات والدفاع.

شاركها.
Exit mobile version