قالت وكالة بلومبيرغ في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء إن الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترامب يعتزم تصعيد حربه التجارية مع الصين، متعهدا بفرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على جميع الواردات الصينية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن إستراتيجية ترامب لمواجهة الصين، والتي بدأها خلال فترة رئاسته الأولى بفرض رسوم بنسبة 25% على مئات المليارات من الدولارات من السلع الصينية.
وخلال فترة رئاسته الأولى أدت هذه الرسوم إلى تقليل حصة الصين من الواردات الأميركية، إذ انخفضت من 21% في عام 2016 إلى 14% في 2023.
ووفقا لتحليل “بلومبيرغ إيكونوميكس” باستخدام نموذج منظمة التجارة العالمية، فإن فرض تعريفات جمركية بنسبة 60% قد يؤدي إلى اختفاء الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة تقريبا.
تداعيات عالمية
ووفقا للتقرير، لن تكون الصين وحدها المتضررة من هذه السياسات، ومن المتوقع أن ترد على هذه الخطوة بفرض رسوم جمركية انتقامية قد تصل إلى 60% على السلع الأميركية، وقد يؤدي ذلك إلى خسائر سنوية تقدر بنحو 150 مليار دولار.
ويشير التقرير أيضا إلى أن المزارعين الأميركيين -الذين يعتبرون الصين أكبر سوق لتصدير منتجاتهم الزراعية- سيكونون من بين الأكثر تضررا.
وخلال فترة رئاسته الأولى اضطر ترامب إلى تخصيص مليارات الدولارات لدعم المزارعين الذين تأثروا بتراجع صادرات محاصيلهم، مثل فول الصويا والذرة.
والآن، قد يجد نفسه مضطرا للقيام بخطوات مماثلة، خاصة أن شركات أميركية كبرى مثل “آبل” و”تسلا” تستفيد بشكل كبير من السوق الصينية، إذ تحقق ما يقارب خُمس مبيعاتها من هذا السوق.
تأثير الرسوم على المستهلكين الأميركيين
وأكد تقرير “بلومبيرغ” أن ترامب يعتبر الرسوم الجمركية ضريبة على الصين، لكنها في الواقع تؤثر أيضا على المستهلكين الأميركيين، فقد أدت رسومه السابقة إلى زيادة الأسعار في الولايات المتحدة.
ووفقا لنموذج منظمة التجارة العالمية، يمكن أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة بنسبة 60% إلى زيادة الأسعار بنسبة 4% بحلول عام 2028.
وأضاف التقرير أن بعض الشركات الأميركية امتصت جزءا من التكاليف الإضافية بدلا من تحميلها على العملاء، لكن تأثير القفزة من 25% إلى 60% سيكون أكبر.
الإستراتيجية التكنولوجية للصين
ورغم كل القيود التي فرضتها الولايات المتحدة فإن تقرير “بلومبيرغ” أشار إلى أن الصين تمكنت من تحقيق تقدم ملحوظ في مجال التكنولوجيا، ففي عام 2015 أطلقت بكين خطة “صنع في الصين 2025” للسيطرة على التقنيات المستقبلية.
وعلى الرغم من العقبات فإن الصين تمكنت من زيادة استثماراتها في القطاعات المستهدفة بشكل حاد.
وبحلول عام 2025 من المتوقع أن تخرّج الصين نحو 77 ألف دكتوراه في مجالات العلوم والتكنولوجيا سنويا مقارنة بـ40 ألفا في الولايات المتحدة، وبحلول عام 2023 تجاوزت الصين الولايات المتحدة في عدد طلبات براءات الاختراع الدولية بنسبة 40%.
وأشار يورغ ووتكه -وهو شريك في مجموعة “دي جي إيه” والرئيس السابق لغرفة التجارة الأوروبية في الصين- في حديث لبلومبيرغ إلى أن شركات صناعة السيارات الألمانية أصبحت الآن “تلاميذ” أمام منافسيها الصينيين في هذا المجال.
ولفت تقرير “بلومبيرغ” إلى أن تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 60% لن يوقف عجلة التقدم الصيني، ولكنه قد يضيف المزيد من التوترات الاقتصادية.
نهاية الحرب التجارية
وبينما يبدو أن ترامب يعتبر الرسوم الجمركية وسيلة رئيسية لمواجهة الصين أشار تقرير “بلومبيرغ” إلى أن على الولايات المتحدة التركيز على تعزيز تقدمها بدلا من محاولة إبطاء تقدم الصين.
وأكد توم أورليك كبير الاقتصاديين في “بلومبيرغ إيكونوميكس” أنه ليس من السهل التأثير على الاقتصادات الكبرى ذات الروابط العالمية حتى من قبل أقوى دولة في العالم.