لقي العشرات حتفهم وسط درجات الحرارة الحارقة خلال موسم الحج السنوي في مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، وفقا لتقارير وسائل الإعلام الرسمية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

ومع توقعات تشير إلى أن درجات الحرارة ستصل إلى 113 درجة فهرنهايت، أو 45 درجة مئوية، يوم الثلاثاء، أصدر المسؤولون السعوديون نصائح للحجاج يحثونهم على البقاء رطبًا، وتقليل الأنشطة الخارجية، وحمل المظلات لحجب أشعة الشمس المباشرة.

وفي حين أن المملكة العربية السعودية لم تبلغ عن حالات وفاة، فإن التقارير الإخبارية الواردة من عدد من البلدان التي ذهب أتباعها للحج أشارت إلى أن الحرارة كانت مميتة.

وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، الأحد، إن 14 حاجاً لقوا حتفهم بسبب التعرض للشمس والحرارة الشديدة. وقالت الوكالة يوم الأربعاء إنه تم إصدار تصاريح دفن لـ 41 حاجا أردنيا في مكة، لكنها لم تقدم تفاصيل عن أسباب الوفاة.

وقالت وزارة الخارجية التونسية إن 35 تونسيا على الأقل لقوا حتفهم، حسبما ذكرت وكالة أنباء تونس أفريقيا التي تديرها الدولة يوم الثلاثاء، مشيرة إلى “الارتفاع الحاد في درجات الحرارة” و”الشمس الحارقة” التي رافقت الحج.

توفي ما لا يقل عن 13 شخصًا من ولاية كيرالا الهندية أثناء أداء فريضة الحج، وفقًا لساتيابالان سي، وهو مسؤول محلي، بينما أفادت وكالة الأنباء الروسية الحكومية تاس بوفاة أربعة مواطنين “لأسباب طبيعية تتعلق بالصحة والعمر”. كما توفي ثلاثة حجاج من السنغال، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السنغالية، دون ذكر سبب الوفاة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إن الموظفين القنصليين في المملكة العربية السعودية يعملون “على مدار الساعة” للمساعدة في تسهيل عمليات الدفن والبحث عن الحجاج المصريين المفقودين، دون إعطاء رقم. قالت الهيئة العامة للاستعلامات في بيان لها إن وزارة الهجرة المصرية أنشأت “غرفة عمليات” تعمل على مدار 24 ساعة وسط العديد من نداءات الاستغاثة بشأن الأقارب المفقودين. وأضافت أن المسؤولين يزورون المستشفيات والمراكز الطبية في المملكة العربية السعودية للبحث عن أي حجاج مفقودين وللمساعدة في إعادة الموتى.

ولم ترد الوزارات السعودية على الفور على الأسئلة المتعلقة بتقارير الوفيات.

يسافر المسلمون إلى مكة من جميع أنحاء العالم كل عام لأداء فريضة الحج لمدة خمسة أيام تنتهي يوم الأربعاء. الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة؛ يجب على جميع المسلمين القادرين ماليًا وجسديًا أداء هذه الطقوس مرة واحدة على الأقل في حياتهم.

تم الحج الأول عام 632. ويعتبر الحج الآن أحد أكبر التجمعات الإسلامية في العالم. على مر السنين، عانت من عدد من الكوارث، من التدافع إلى الحرائق وتفشي الأمراض. وأدى تدافع على جسر في عام 2006 إلى مقتل أكثر من 300 شخص، وآخر في عام 2015 أدى إلى مقتل أكثر من 2200 شخص.

كما عانى العديد من الحجاج، الذين غالبًا ما يكونون أكبر سنًا، من الإجهاد الحراري في السنوات الأخيرة، حيث مات العشرات بسبب الحرارة. واتخذت السلطات السعودية إجراءات للحد من مخاطر الإجهاد الحراري، بما في ذلك إنشاء محطات الترطيب واستخدام بخاخات رذاذ الماء لتبريد الهواء.

يوم الثلاثاء، وصف المسؤولون السعوديون موسم الحج هذا العام بأنه “ناجح”، حيث ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن وزير الصحة، فهد الجلاجل، أعرب عن “رضاه الخاص عن حقيقة أنه لم يكن هناك تفشي أو تهديدات أخرى للصحة العامة على الرغم من العدد الكبير من حالات الإصابة”. الحجاج والتحديات التي يفرضها ارتفاع درجات الحرارة.

كما أشارت السلطات إلى “أنظمة التبريد المتقدمة” و”التوافر المستمر” للمياه للحجاج لضمان “حج سلس وآمن للجميع”.

هويدا سعد و براغاتي كيلو بايت ساهمت في التقارير.

شاركها.
Exit mobile version