رئيس تحرير ڤوغ العربية مانويل أرنو. الصورة: زيجا ميهلسيك

مع اقتراب موعد الألعاب الأولمبية، نخصص هذا العدد من مجلة فوج العربية إلى عالم الرياضة، وإلى كيفية ارتباطنا بأجسادنا، وإلى الارتباط المعقد بين ألعاب القوى والأزياء عبر القرون. بالنظر إلى التاريخ، كان الشكل المتحرك يدفع المصممين دائمًا إلى إيجاد حلول لتسهيل الأداء من خلال الأسلوب – من رسم صور ظلية جديدة غيرت جماليات عصر محدد إلى تطوير منسوجات جديدة بدعم من العلم. عادة ما تكون كل هذه التغييرات مصحوبة باضطراب اجتماعي جذري، حيث كانت العلاقة التي تربطنا بأشكالنا – ما يجب إظهاره وما يجب إخفاؤه – مضطربة للغاية منذ فترة طويلة، حتى لو كانت الرياضة تبرر قواعد لباس معينة يمكن اعتبارها أكثر خطورة. على سبيل المثال، أتذكر عندما أخبرتنا السباحة المصرية فريدة عثمان، التي فازت ثلاث مرات بالأولمبياد، في مقابلة سابقة عن ردود الفعل العنيفة التي تلقتها عندما ارتدت ملابس السباحة التنافسية.

بصفتي رياضية سابقة، أمثل فريق الجمباز الوطني في العديد من البطولات الأوروبية والعالمية، فأنا أكن احترامًا كبيرًا للعديد من الأبطال الرائعين الذين نسلط الضوء عليهم في هذا العدد. من مسيرتي الرياضية الخاصة، أتذكر الالتزام اليومي اللازم لتحمل كل العمل الشاق في صالة الألعاب الرياضية، والألم المستمر الناتج عن الاضطرار إلى العيش بكاحلين ملتويين أو عضلات حمراء؛ ولكن أيضًا الصعوبات الشخصية مثل تفويت التجمعات العائلية وحفلات أعياد الميلاد. ومع ذلك، فقد كونت صداقات مدى الحياة، وأعتقد أن تجربتي في هذا المجال علمتني دروسًا لا تزال ترشدني حتى اليوم.

غلاف مجلة فوغ لعام 1942، تصوير توني فريسيل

عندما بدأنا العمل على غلاف هذا الشهر، أصبحت مهووسة بكتاب أمريكي عتيق مجلة فوج غلاف من عام 1942، ورغم أنه لا يتعلق بالرياضة، إلا أنه يعكس الوطنية والفخر اللذين أردت تحقيقهما أيضًا. أشعر بتشريف عميق لأننا تمكنا من تصوير هذه الفكرة بطريقة مهيبة، مع ظهور اثنين من رواد دبليو الأيقونيين من المنطقة. نوال المتوكل، من المغرب، هي أول امرأة عربية ومسلمة على الإطلاق تفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية. حدث هذا النصر المذهل في لوس أنجلوس عام 1984 عندما حصلت على لقبها بفارق أكثر من نصف ثانية عندما عبرت خط النهاية في سباق 400 متر حواجز. ممثلة المملكة العربية السعودية، نجمة التايكوندو دنيا أبو طالب هي أول امرأة من المملكة تتأهل للألعاب الأولمبية، حيث ستظهر لأول مرة في باريس الشهر المقبل. عند ملاحظة هذا الغلاف وقيمته الرمزية، لا يسعني إلا أن أبتسم وأشعر بالإلهام. على الرغم من أنهما منفصلتان بعقود من الزمن ولكنهما متحدتان بالعاطفة والالتزام، فإن المتوكل وأبو طالب تمثلان الماضي والحاضر ومستقبل القوة النسائية في شبه الجزيرة العربية. وهذا إنجاز لا يقدر بثمن، سواء حصلنا على الذهب مرة أخرى أم لا.

نُشرت في الأصل في عدد يوليو/أغسطس 2024 من مجلة فوغ العربية

شاركها.
Exit mobile version