ولكن مصر امتنعت عن اتخاذ خطوات أكثر جدية ضد إسرائيل. وعلى النقيض من الأردن، لم تسحب مصر سفيرها من تل أبيب.

وقال محمد أنور السادات، وهو سياسي مصري مستقل وابن شقيق الرئيس الذي وقع على معاهدة السلام عام 1979: “لا أحد مهتم بأي نوع من التصعيد، لذا أعتقد أنهم سيجدون حلاً يرضي الجانب الإسرائيلي. ومن مصلحتنا أن نتوصل إلى تفاهم أو اتفاق لتجنب أي نوع من المواجهة”.

ويبدو أن وسائل الإعلام التي تديرها الحكومة كانت تساعد في الجهود الرامية إلى الحد من الغضب العام.

قبل أن تعلن إسرائيل أنها فرضت سيطرتها على ممر فيلادلفيا، كانت الخطابات الصادرة عن وسائل الإعلام تقترب من العداء. ففي مقال كتبه أحمد موسى، مقدم البرامج الحوارية البارز، في صحيفة الأهرام، الصحيفة اليومية الرائدة في مصر، في السابع عشر من مايو/أيار، كتب: “مصر مستعدة لكل السيناريوهات، ولن تسمح أبدا بأي اعتداء على سيادتها وأمنها القومي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”.

ولكن بعد أن استولت إسرائيل على الممر، ظهر موسى على الهواء، ينتقد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين قالوا إن ذلك يجعل مصر تبدو ضعيفة. وربط مثل هذه “الادعاءات” بجماعة الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية السياسية ــ التي تشكل حماس فرعاً منها ــ التي طالما شيطنتها الحكومة المصرية باعتبارها منظمة إرهابية.

وقال موسى في مقطع مدته تسع دقائق خصص للقضية، وعرض خريطة عملاقة: “إن ممر فيلادلفيا ليس أرضاً مصرية. إنه أرض فلسطينية. ولا ينتمي إلينا”.

لقد نجحت العلاقات الإسرائيلية المصرية في الصمود في وجه الحروب والانتفاضات الفلسطينية، والثورة المصرية في عام 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، والرئاسة القصيرة لمحمد مرسي، الزعيم البارز في جماعة الإخوان المسلمين الذي فاز في أول انتخابات حرة في مصر بعد عام واحد.

لقد كانت رفح وممر فيلادلفيا الذي يبلغ طوله ثمانية أميال بمثابة نقاط اتصال واحتكاك بين مصر وإسرائيل. فقد فرضت الدولتان بشكل مشترك حصاراً على غزة بعد أن سيطرت حماس على الجيب الساحلي في عام 2007، بعد وقت قصير من اتفاق مصر وإسرائيل على عدد القوات التي يمكن نشرها حول المنطقة العازلة.

ولكن مسألة التهريب ظلت محل خلاف. ففي عام 2005، عندما سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها اليهود من غزة من جانب واحد، قال العديد من الاستراتيجيين الإسرائيليين إن التخلي عن الممر للمهربين كان خطأً. ويقول المسؤولون الإسرائيليون الحاليون والسابقون إنه بمجرد وصول حماس إلى السلطة، أصبح معبر رفح قناة رئيسية لتهريب الأسلحة، وهو ما بلغ ذروته مع انهيار الأمن المصري أثناء رئاسة السيد مرسي المضطربة.

ولكن عبد الفتاح السيسي قاد انقلابا عسكريا أطاح بالسيد مرسي في عام 2013، وأصبح رئيسا بعد عام واحد. ومنذ ذلك الحين، أقام شراكة أمنية وثيقة مع إسرائيل على أساس مصلحتهما المشتركة في القضاء على التمرد في شمال سيناء، المنطقة المصرية المتاخمة لغزة وإسرائيل.

شاركها.
Exit mobile version